لن تخرجي من مرفئي
هذا المساء
أو ترحلي خلف السنونو
عندما يأتي الشتاء
عشرون عاماً في اغتراب اللون
عشنا
وترعرعنا على صدر الروابي
عشرون عاماً في فؤادي
قد بقيتِ
وأنا لا أدري إن عشتُ في قلبكِ
شهرا ..
..........
كوّمي فرحي على أعتاب بيتِكِ
واصفعي خدَّ الأصيل
الفجرُ آتٍ
لا تقولي: مستحيل
الوردةُ الحمراءُ
لا تعني سوى وجعي
الممدّدِ على الرّصيف ،
الوردةُ الحمراءُ
أيقظَها شِعري
وأغراها، النـزيفْ
فغفتْ على صدرِكِ يوماً
بعد أن أثقلها
نَفَسُ الخريف
الآن قومي كالنخيل
واستعدي للقائي
هي صحوة ٌللبدر من ملكوته
هي أغنياتٌ
وانتماءُ دفاتري لراحتيك
فارفضي الأسماء إن لم تكن
فوق الصّفات
وطوقي كل الجهات
حدّدي اسمي لمجدِكِ
وامسحي كل الحروف الزائدة
فأنا أدنو إليك
مثلما يدنو القمر
متيمماً بالغمام
محمّلاً بالنشيد
في صوتي شدوُ بلابل
وفي عيني دموعُ الأنبياء
تُهَيَّئينَ لاحتضاني
تحاصرين الهمسات
حينما يغفو القمر ..
أنا أحتاجكِ
حتى أبلغَ موطن الفيروز
وأدركَ اخضرارَ العشب
في بيادر ثغرِك
يا امرأةً من النار ثغرها
ومن جسدي كان تكوينُها
هاتها – الوردةُ الحمراءُ
حتى أغسلها بدمعي
وأطهّر الألم الجميل
الذي عشّش في داخلي
بعدما تنفَّس عشقَك ،
الموشى بحرفيِّ هجاء
حاء وباء
*
إن الذي أبكاكِ أبكاني
لا تحزني فالدهر يومانِ
فرحٌ وحزنٌ
فلا تخلطي فرحي وأحزاني
هجرتُ العشقَ
ورحلتُ
أحيا مع الصحراء منكسراً
بلا زادٍ
بلا وطن
بلا وجه يرد لي صدى وجعي
حبوتُ حزيناً
وكانت الآه تلسعني
وآه من الآه التي
بالأمس كانت عبير الورد والعنبر
على صدرك أنثرها عقداً من المرمر
آهٍ ..منكِ آهاتي
أقدامي الخجلى انحنت
وباكرها الكساح
وسئمتُ أدراج الرواح
إن الذي أبكاكِ أبكاني
ثلاثة كذبوا
قلبي وقلبكِ والأمل
ومدافن القبلات ساقتها
الرياح
وأتعبها الملل
خرِفَتْ حروفي
لا تعتبي
إذا الحرف أسقمهُ الكسل
وصنوبر الحقل الذي أحيا طفولتنا
قد شاخ مثل البحر حيناً وارتحلْ
وما جرّبتُ عشقاً في العيون
ولا دخلتُ أروقةَ القبلْ
ولا خضتُ حرباً في الهوى
ولا اقتحمتُ ساحاتِ الغزل
كلّ ما يمكن أن يقال عني
أنني تلميذك الذي أغراه
عبير الورد وأشهاه العسل
أخجلتِ عينيَ
وما راعيتِ إحساسي
كنت كلما داهمني الحب
أغلقت قلبي
وأطرقتُ رأسي
فلا عادت الروح روحي
ولا الأنفاس أنفاسي
*
يا امرأةً
عاتبها قلبي حين المساء
كذَبَتْ مثل دموع النساء
قالت ستمسحُ خدّي
وتمنحُ قلبي حدودَ السماء
خذَلهَا فَرحي
فراحتْ تفتّقُ جرحَ اللقاء ..
قُولي أنكِ مثلُ النساء
أنكِ وهمٌ يُسقِطُ فوق
بلائي بـلاء
أنكِ مثلُ الحلمِ الهاربِ
يسرقُ أوسمةَ الفقراء
ينامُ كبيراً فوق فراشي
ويصحو بين خيام العزاء
غدراً طعن الحبُّ فؤادي
فرحتُ أُمزِّقُ حرف الحاء
هدراً سُفِكتْ فيه دمائي
وأنا أخنقُ حرفَ الباء
كان غريـباً يمضي العمرُ
ويبقى عقلي كالغرباء
مهلاً إنكِ مثلُ الدنيا
بقايا سراب أو أسماء ..
صارتْ تبكي خلف رحيلي
قالت لستُ أنا الخنساء
خذني صوبكَ نحو الأزرق
وافرش جسدي في الأضواء .