غزة العربية هي الضمير الحي لما تبقى من عروبة .. هي هذه الأنفاس الأخيرة لمقاومة الأمة العربية ضد الإحتلال الصهيوني فمتى توقفت هذه الأنفاس وسكنت فلم يعد هناك ما يشغل بال الصهاينة في فلسطين المحتلة .. سينعمون بالعيش وفرض إرادتهم وتمرير كل مخططاتهم دون أية شروط .. فكما قيل أن المفاوضات بين طرفين هي ليست قوة بالبلاغة اللغوية وإنما معادلة بالقوة العسكرية أو ماشابهها .. لقد مرت غزة والمقاومة الفلسطينة في محنتها هذه حيث كشفت اللثام عن كل المتآمرين مع الصهاينة ..وعن كل من أراد تدمير هذه المقاومة ..وبنفس الوقت كشفت الروح النضالية لدى بعض القوى الإستراتيجية في المنطقة وشرفاء العالم الذين وقفوا موقف المصير المشترك إلى جانب المقاومة الفلسطينة الباسلة التي صمدت أمام ضربات أسلحة الجيش الصهيوني بما حمل من أسلحة دمار في عملية( الرصاص المسكوب )أو قذائف الفوسفور الحارقة الممنوعة دوليا ..كان صمودا بطوليا يعادل صمود جيش متكامل رغم بساطة إمكانية المقاومة الفلسطينية .. إلا إن هناك الإرادة القوية للمقاوم العربي حيث لا يعادلها إي سلاح فتاك .. لكننا تساْلنا كثيرا أمام المنظمات الإنسانية ماهو ذنب هؤلاء الأطفال الذين يحرقون والذين يتشوهون ويقتلون جراء هذه الحرب العشوائية التي لا تبقي ولا تذر .. ورغم ما يحصل لن تستيطع إسرائيل من تحقيق أي مكسف أو هدف سياسي أو ميداني .. وهذا ما لاحظه وصرح به الكثيرون من المحققين الدوليين لهذه الحرب .. فصواريخ المقاومة تزداد ضراوة وعمقا يوما بعد يوم ... حتى وإن كانت المقاومة محاصرة بين قوسين .. ومورس عليها الجوع والظلمة والإضطهاد والحصار بكل أنواعه .. فمن ينظر إلى الشهداء مهما كانت أعمارهم ..يرى مناظر تقشعرّ لها الأبدان . والضمير صامت .. وأهل غزة لا ينادون أحدا سوى الله .. يرفعون أنظارهم إلى السماء ويقولون يا الله .. كانت إسرائيل تظن أنها ستمرر مخططها بالقضاء على حماس بضربة خاطفة وسريعة مدتها أربعة أيام فقط .. وقت باءت بالفشل بعد أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع .. فمازالت المستوطنات تتعرض لضرب صواريخ المقاومة ..ومازالت المقاومة صامدة صمود مقاومة حزب الله البطل في لبنان وتمكنه من إحراز النصر الكبير .. وهزم اسرئيل بما تملكه من تراسانة هجومية ودفاعية .. وهذا ما يحصل الآن من حماس .. فإنها مازالت تكيل الضربات لجيش العدو الصهيوني .. بما تملك من إمكانيات قتالية متواضعة وإنها بما تعرضت له من دمار فإنها حققت نصراً كبيرا على جيش العدو الصهيوني ولن تستلم بل العكس ..على الحكومة الإسرائيلية أن تمتثل لإرادة وشروط المقاومة وفتح المعابر وفك الحصار وسيادتها على أرضها من خلال قيادة فلسطينية وسيادة مستقلة ..
نتساءل أيضاً أن إمكانيات المقاومة الفلسطينية المتواضعة هذه تواجه جيشا كبيرا كجيش اسرائيل وتمنعه من إحراز أهدافه .. فماذا تفعل الجيوش والترسانات العسكرية العربية يا ترى لو قررت شن حرب جماعية على إسرائيل .. ألم يئن الأوان لتحرير فلسطين بعد ثلاث وستون عاما من الإحتلال .. ؟
وفي خاتمة المطاف لا بد لنا من الدعاء للمقاومة الفلسطينة بالنصر .. الدعم بكل ما نملك من إمكانية ..فنحن أمة لنا مصير مشترك وأهداف مشتركة .. علينا أن ندرك مخططات الإمبريالية ضد شعوبنا وأوطاننا فهي تتبع سياسة التفرد بالأقطار العربية وتسيطر عليها دولة بعد الأخرى .. لكن لن تنجح تلك القوى في آحلامها أمام قوة وإرادة شعب مستعد أن يروي الأرض بدمه دفاعا عنها .. بوركتم أيها الأبطال الذين تدافعون عن العروبة ومقدسات الأمة ..واصبروا وصابروا إن الله مع الصابرين ...وفتح من الله ونصر قريب .