اضطراب هادئ ..
.........................
أمضيتُ أمسيتي أبحثُ عنكَ , أحاولُ العثورَ على ظلك علّني أجدك , أعدت فتح أوراقي لربما كنت نائما قربَ إحدى كلماتي!
أغلقتُ نافذتي خوفا من هدوءِ الليلِ و رغبةً مني في وحدتنا , أغلقتها لأني على يقينٍ بأنك تشاركني قلقي في هذه الليلة .
و بعد عناءِ البحثِ عنك ..
ما وجدت سوى ركامَ الحروفِ , و غبارَ لحظاتْ .
ترى أين أنت ؟
من أين أسمع همسَ أنفاسك ؟
أشك بتلكَ اللوحة الزرقاء , ربما تراقبني متخفيا بصمتِ هذه الألوانِ الباردةِ المشاعر .!!!
لكنك لستَ هناك , واقعٌ لا يقبلُ الرفض .
واخيبتاه , لمَ تجعلني في حيرةٍ من أمري و الأمرُ لا يستحقُ عناءَ الحيرةِ .!
كل ما أخافه أن تكون ساكنا في داخلي , مزروعا في جسدي.
أخاف أن تسرق مني ملكيَ الوحيد و حلميَ الوحيد , أن تغرسَ مخالبك اللطيفة في صدري حين تغضب , أن تقودَني إلى حالةِ جنونٍ قد أحتاجُكَ حينها , و أنا في غنىً عن ذلك ..!
و الحقيقة أن الجنون في غنى عني .!!
عمري قد عشته مبحرة , لكن موجَ الرحيلِ ينالُ من أمنيتي في كل رحلة , و يمزق أشرعتي ليجبرني على إدراكِ ...
أنني سأستغرقُ لنزْعَك من أضلعي أمسيةً أخرى بنافذةٍ مفتوحةٍ , وستارةٍ ترقصُ على وقعِ موسيقى مداعبة المطرِ لزجاجٍ مكسورِ الفرحِ , لا يخترقه سوى الحزنُ عندما يأتيه الشتاء .
و إنني أبحرُ غارقة في وهمٍ حريري الإحساس , مخادع ككل الأوهام . و أنت القابع هنا في أعماقي عاجزٌ عن فقداني و رافض لتحريري , تأسرني لمجرد انك المسجون داخلي ....
(( .. Zena .h ..))