بسام بحري Admin
عدد المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 10/11/2008
| موضوع: معلقــــة الأعشى الخميس مايو 27, 2010 1:40 pm | |
| الأعشى هو ميمون بن قيس وقد كان أعمى، أدرك الإسلام وأتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يريد إعلان إسلامه، فالتقى به أبو سفيان وهو ماضٍ في طريقه فاستوقفه وسأله عن وجهته، ولما علم أبو سفيان غرض الأعشى ونيته نبهه قائلا: إن محمداً يحرم عليك الخمر والزنا والقمار. فأجابه الأعشى: فأمّا الزنا فقد تركني وما تركته، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً، وأما القمار فلعلي أصيب منه خلفاً. فقال أبو سفيان: ألا أدلك على خير؟ قال: وما هو؟ قال: إن بيننا وبينه هدنة (يريد صلح الحديبية) فترجع عامك هذا وتأخذ مئة ناقة حمراء، فإن ظهر بعدها أتيته، وإن ظفرنا به أصبت عوضاً من رحلتك. فقال الأعشى: لا أبالي. فأخذه أبو سفيان إلى بيته وجمع له سادة القوم، ثم قال لهم: يا معشر قريش، هذا أعشى قيس، وقد علمتم شعره، ولئن وصل إلى محمد ليضربن عليكم العرب قاطبة بشعره. فجمعوا له مئة ناقة حمراء فأخذها ورجع، فلما كان في اليمامة أوقعه بعيره عن ظهره فمات.
ودِّع هريرةَ إنَّ الركبَ مرتحلُ وهل تطيقُ وداعاً أيُّها الرجلُ غرّاءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجيُ كأنَّ مشيتها من بيتِ جارتها مرُّ السحابةِ لاريثٌ ولا عجلٌ ليست كمن يكرهُ الجيرانُ طلعتها ولا تراها لسرِّ الجارِ تختتلُ تكادُ تصرعها لولا تشدُّدها إذا تقومُ إلى جاراتها الكسلُ إذا تقومُ يضوعُ المسكُ أصورةً والزنبقُ الوردُ من أردانها شملُ ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ معشبةٌ خضراءُ جادَ عليها مسيلٌ هطلُ يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ مؤزَّرٌ بعميمِ النبتِ مكتهلُ يوماً بأطيبَ منها نشرَ رائحةٍ ولا بأحسنَ منها إذ دنا الأُصُلُ قالت هريرةُ لمّا جئتُ زائرها ويلي عليكَ وويلي منكَ يا رجلُ إمّا ترينا حفاةً لا نعالَ لنا إنّا كذلكَ ما نحفى وننتعلُ وبلدةً مثلِ ظهرِ الترسِ موحشةٍ للجنِّ بالليلِ في حافاتها زجلُ جاوزنها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ في مرفقيها إذا استعضتها فتَلُ بل هل ترى عارضاً قد بتُّ أرمقهُ كأنما البرقُ في حافاتهِ شعلُ لهُ ردافٌ وجوزٌ مفأَمٌ عملٌ منطَّقٌ بسجالِ الماءِ متصلُ لم يلهني اللهو عنهُ حينَ أرقبهُ ولا اللذاذةُ في كأسٍ ولا شغلُ فقلتُ للشربِ في درني وقد ثملوا شيموا وكيفَ يشيمُ الشاربُ الثملُ أبلغ يزيدَ بني شيبانَ مألكةً أبا ثبيتٍ أما تنلكُّ نأتكلُ ألستَ منتهياً عن نحتِ أثلتنا ولستَ ضائرها ما أطَّت الإبلُ كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها فم يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ تغري بنا رهطَ مسعودٍ وإخوتهِ عنــــدَ اللقاءِ فتردي ثمَّ تعــتزلُ لا تقعدنَّ وقد أكَّلتها حطباً تعوذُ من شرِّها يوماً وتبتهلُ سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا أن سوفَ يأتيكَ من أنبائنا شكلُ واسأل قشيراً و عبدَاللهِ كلُّهمُ واسأل ربيعةَ عنّا كيفَ نفتعلُ إنا نقاتلهم ثمَّتَ نقتلهم عند اللقاءِ وهم جاروا وهم جهلوا لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً لنقتلـــــن مثلهُ منكـــــــم فنمتثلُ لئن منيتَ بنا عن غبّ معركةٍ لم تلفنا من دماءِ القـــــومِ تنتفلُ لاتنهونَ ولن ينهى ذوي شططٍ كالطعن يذهبُ فيه الزيتُ والفتلُ حتى يظلَّ عميدُ القومِ مرتفقاًَ يدفعُ بالراحِ عنه نسوةٌ عجلُ أصابهُ هندوانيٌّ فأقصدهُ أو ذابلٌ من رماحِ الخطِّ معتدلُ كلاّ زعمتم بأنا لانقاتلكم إنا لأمثالكـــــم يا قومـــــنا قتلُ نحن الفوارسُ يومَ الحنو ضاحيةً جنبي فطيمةَ لا ميلٌ ولا غزلُ قالوا الطرادُ فقلنا تلكَ عادتنا أو تنزلــونَ فإنّا معشـــرٌ نزل
| |
|