ها هنا...كان الخوالي
و (تموز)
من الطين قام.
هاهنا كان بيتي,
حانوت جدّي
وراجلون عادوا
كدت لا أصدّق ما أسمع, أو أرى,
مشرّد كالضباب خطوي
مجرح كالقرميد المكان.
أنا وأنتِ
تفاصيل يخشاها الجلد
يا بغداد!
كيف هوى الظل
وسترة الأطراف تمزقت
إلاّ إليك...
لا أفتح كفّي
قلبي على النهر
ينام الموت فيه,
ساكن على الضّفتين الظلام.
يا حادي العيس!
غنِّ موّال الهوى
أخشى أن أموت
ولا أزور قبر أمي في المنام.
اترك ديار الحزن,
لا تقرأ مراثيها
بغداد في الميزان
لا ألماس يعدلها
كل المآقي,
عادت إليها,
جاءت تحييها.
يا حادي العيس!
غنِّ موّال الهوى
أخشى أن أموت
و (بابل)
لا تعصر في الليل عنقودها
من ريح إلى ريح,
يغسل الرصاص نهدها
من أين جاءوا ..؟
وماء الدجلتين
كتاب يأس طويته
نصف غيمة لا توقظ البحر يا أبي
ونصف برق لا يعيد إليها الشتاء.
هي ساعة الصفر يا أمي
جرّبيني في القتال مرّة
وامشي الهوينى خلف نعشي
سأظلّ أحبها (بابل)
والحجر المجاور للدهر
مازال صديقي
وحين أفتش في النوم عبّها
أسمع شهادة الأحفاد
وعبّاد الشّمس ينحني
فيرجع من الغيب
(أنكيدو)
و(جلجامش)
يقول لها:
اعصري كبدي
يا ملك الدّهشة
يا بن (الكاظمية)
داهم الوعول
سرير العذارى
سأنبش من التراب سيفي
أرشّ عليه الزيت
وأعود لـ(البصرة) عاشقاً
أهكذا يبدع الحب
في الرجوع قطافي ؟
وأنا في اللغات حيّ
لا أموت ولا أنام
أنهيت لك يا بغداد
ما كنت في الحلم أراه
و اتكأت على المحطات أسألها :
أشم في دمعة الأربعين ليلة
رائحة السعف
و أشرب نخب يمامة
كانت إليك
في الوداع رسولتي
أما وصلت تلك اليمامة ؟...